إشتغال الأطفال تحت حرارة الشمس في رمضان مدينة العروي "نموذجا"




إشتغال الأطفال تحت حرارة الشمس في رمضان مدينة العروي

ناظور سيتي | محمد الطالبي :



ظاهرة تشغيل الأطفال تجتاح إقليم الناظور :



أصبحت ظاهرة تشغيل الأطفال تجتاح مدن الإقليم بصفة عامة، ومدينة العروي بصفة خاصة. وحسب اتفاقية حقوق الطفل في المادة 32-1، فإن هذه الظاهرة تترك آثارا سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص، ولقد أخذ هذا الاستغلال أشكالا عديدة أهمها تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال غير مؤهلين جسديا ونفسانيا للقيام بها، علما أن العديد من الاتفاقيات الدولية قد جرمت بدورها الاستغلال الاقتصادي للأطفال ومنها "تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون مضراً أو أن يمثل إعاقة ليتعلم الطفل أو أن يكون ضارا بصحة الطفل أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي".



أطفال العروي .. رجولة في سن مبكرة :



تجد قوانين واتفاقيات من أجل محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال ومحاولة التقليل والحد منها، غير أن التطبيق الفعلي لذلك لازال غائبا، الأمر الذي حتم على بعض الأطفال تحت ظل الظروف المكرهة، الإشتغال تحت حرارة الشمس الحارقة وفي هذا الشهر المبارك بغية كسب لقمة عيش في سن مبكرة، لمحاربة ما يسمى بالفقر المدقع.



عدسة ناظور سيتي كعادتها قامت بجولة صغيرة بأسواق مدينة العروي، لتقرب زوارها الكرام حول قسوة الزمن التي جعلت طفل ذو 6 سنوات يشتغل عمل الكبار دون أي شفقة ورحمة من أحد، وخلال بعض التصاريح الشفهية لبعض الأطفال لناظور سيتي، أكدوا أن ظروف عائلاتهم المادية هي التي جعلتهم يشتغلون وسط هذا الجو الحار، بل البعض منهم أصبح مقبل على الصيام في سن مبكرة "مكرهاً"، وذلك نظرا لضعف حالتهم المادية، لا قدرة بدنية تستطيع إحتمال العمل الذي يشتغله الأطفال، ولا قدرة على الجوع لمدة 16 ساعة كاملة تحت حرارة الشمس الحارقة، فهناك من يجول في الأسواق لبيع الأكياس البلاستيكية مقابل 50 سنتيم، وهناك من يبيع بعض الأسماك الصغيرة، والبعض الآخر يبيع بعضا من الحلويات والخبز فوق فراش بلاستيكي، وكذلك بيع الخضراوات.



أطفال العروي .. عنوان الحرمان من حقوق الطفولة:



أصبح أطفال العروي يتحملون مسؤوليات الكبار، ويضلون رجالاً وهم لا زالوا صغاراً، حرموا من كل حقوق الأطفال، منهم من إضطر لمقاطعة الدراسة، ومنهم من وجد نفسه محروما من أبسط الشروط التي يتمتع ويحلم بها أي طفل على وجه الكرة الأرضية، غالبيتهم ودع اللعب، وودع مشاهدة أفلام الكارتون، وتوجه صوب العمل الشاق، لا لشيء آخر، سوى سد رغبات أسرته الفقيرة، ومحاولة إسعادها، ليجدوا أنفسهم ضحوا بحياتهم الطفولية لمواجهة الفقر.



































via MarocDroit موقع العلوم القانونية http://www.marocdroit.com/إشتغال-الأطفال-تحت-حرارة-الشمس-في-رمضان-مدينة-العروي-نموذجا_a3753.html