افتتاحية تاريخ قضاة قرطبة بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما حدثنا ابو محمد بن عتاب عن ابيه عن ابي بكر التجبيى قال ابو عبد الله محمد بن حارث الخشني رحمه الله وصل الله بالأمير الحكم المستنصر رحمه الله ولي عهد المسلمين اسباب السعادة ومد له في مدة العز وزاده من نعمة التوفيق أنه لما حسن ..........الامير ابقاه الله واستحكمت بصيرته سدده الله في حفظ ..العلوم ومطالعة الاخبار ..وفي معرفة النسب وتقييد الآثار ..وفي الاشادة لفضايل السلف ...والتقليد لمناقب الخلق .. وفي التذكير بالمنسي من الأنبأ والاشارة للساكن من القصص وخاصة ما كان في مصره قديما وفي عصره حديثا جعل الله ذلك سببا قويا لحياة القلوب وعلة ظاهرة لنباهة النفوس فتحرك أهل ال.....بما حركهم إليه الامير الموفق فاستحفظوا ما اضاعوا من غرر الاخبار ..وقيدوا ما اهملوا من عيون المعارف واتصلت بجميعهم بركة الامير ابقاه الله فيذلك ..وكذالك خير الفضايل ما سطع نوره وانتشر ذكره ..وكان علة لفضايل وسبب لمفاخر فالحمد لله الذي جعل الامير أيده الله اماما في الخير ودليلا في طرايق الرشد ومهاديا إلى جميل المذاهب واسوة في الحسنى ومفتاحا إلى حميد الأمور وبابا الى الفضل هناه الله نعمته وادام غبطته و........عليه فضله ووفر من المكارم حظه فإنه لما أمر الامير ابقاء الله بتأليف كتاب القضاة مقصورا على من قضى للخلفاء رضي الله عنهم بارض المغرب في الحاضرة العظمى قرطبة ذات الفخر الاعظم ولعمالها بها من قبل هززت رواة الاخبار في اخبارهما ..وكاشفت اهل الحفظ عن افعالهم ..وسالت اهل العلم عما تقدم من سيرهم قولا وفعلا فالفيت من ذلك فصولا تروق المستفهمين .. وقصصا تبهج السامعين ..واخبارا تدل الناظرين المتعقبين على حصافة العقول وسعة العلوم ..وعلى رجاحة الاحلام وثقافة الافهام وعلى صدق البصاير وصحة العزايم .. وعلى ...مال الفضل واستغزار العدل .. وعلى استقامة الطريقة و.........وعلى ما لمن استقضاهم من الخلفاء رضي الله عنهم ..وعلى اوصاف الرضية في حسن الارتياد وجميل الاخبار ..وفي .........القضاة بجميل العظاة .. وفي ائثار الصدق وتاييد.... ...ذلك جديد بقضاة مثل هذا المصر الاكبر ..بيضة ... ...ودار الامامة وحاضرة الجماعة ومعدن الفضايل ..ومسكن الافاضل ..وكمين العلوم ومجمع العلماء وقاعدة الارض فادام الله فضلها واكمل حسنها بالامام العادل والملك الفاضل امير المومنين عبد الرحمن اطال الله بقاءه...ثم بالمصطفى لعهده الممتثل لمجده ..جعله الله اماما في الخيرات ... وعلما في الصالحات قال محمد لما كان القاضي اعظم الولاة خطرا بعد الامام الذي جعله الله زماما للدين وقواما للدنيا لما يتقلده القاضي من تنفيذ القضايا وتخليد الاحكام في الدماء والفروج والاموال والاعراض وما يتصل بذلك من ضروب المنافع ووجوه المضار ..وكانت العقبى من الله في ذلك فظيعة المقام هائلة الموقف مخوفة المطلع اختلف في ذلك الهمم من عقلا الناس وعلمائهم فقبل كثير منهم القضاء رغبة في شرف العاجلة ورجاء لمعونة الله عليه واتكالا على سعة عفوه فيه ونفر اخرون منه رهبة من مكروه الاجلة وحذارا من الله فيما قد يكون منهم وعلى ايديهم قال محمد وقد سلف من رجال الاندلس من اهل حاضرتها العظمى رجال دعوا الى القضاء فلم يجيبوا وندبوا اليه فلم ينتدبوا رهبة من .....انفسهم في منتظر العاقبة :. وقدر رايت أن .......ذكرهم ووصف مقاماتهم بين يدى خلفائهم واشفاقهم مما دعاهم اليه أمرأوهم وان اجعل لذلك بابا في صدر الكتاب ثم اصير إلى ذكر ولاة القضاء قاضيا فقاضيا على ما كانت عليه دولهم إن شاء الله واسئل الله جميل المعونة على صواب القول ومحمود الفعل فانه الهادي الى سواء السبيل |
0التعليقات :